الجنينة



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الجنينة

الجنينة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الجنينة

ثقافي, فني, أدبي, سياسي

المواضيع الأخيرة

» قصيدة زجلية: حمـَّام لكلام
الجسر المتين  Emptyالإثنين أبريل 28, 2014 11:41 am من طرف عمر الحسناوي

» قصيدة زجلية:"شفتني"
الجسر المتين  Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 6:15 am من طرف عمر الحسناوي

» عيد أضحى مبارك
الجسر المتين  Emptyالثلاثاء نوفمبر 08, 2011 4:58 am من طرف زينا ناصرالدين

» مارتون بوكونب
الجسر المتين  Emptyالإثنين أكتوبر 24, 2011 5:19 am من طرف تيسير نصرالدين

» lميريم من الجزائر
الجسر المتين  Emptyالإثنين أكتوبر 24, 2011 5:15 am من طرف تيسير نصرالدين

» حنين
الجسر المتين  Emptyالأحد أكتوبر 23, 2011 10:25 am من طرف تيسير نصرالدين

» أي ضعفً و انحلال.
الجسر المتين  Emptyالأحد أكتوبر 23, 2011 10:19 am من طرف عروةابن الورد

» اعداء العروبة
الجسر المتين  Emptyالسبت أكتوبر 15, 2011 12:10 pm من طرف تيسير نصرالدين

» الزجل
الجسر المتين  Emptyالسبت أكتوبر 15, 2011 12:08 pm من طرف تيسير نصرالدين

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

لوحة

 

 

التبادل الاعلاني

عدد الزوار


 

رجاء

نرجو من جميع الأخوة الأعضاء المشاركين

 والمساهمين الإشارة إلى المصادر التي نستقي

منها النص أو القصيدةحتى نستطيع التقييم والتصنيف

 والإنصاف  للمادة المنشورة ,كي لا يضيع حق الكاتب .

يكفي الإشارة إلى كلمة منقول إذا كنا نجهل أسم الناشر .

نشكر تعاونكم

 

الإدارة























 


    الجسر المتين

    تيسير نصرالدين
    تيسير نصرالدين
    الإدارة
    الإدارة


    عدد المساهمات : 18
    تاريخ التسجيل : 22/12/2010

    الجسر المتين  Empty الجسر المتين

    مُساهمة  تيسير نصرالدين الجمعة ديسمبر 24, 2010 2:50 am



    كان حضوره يبعث في نفسي السرور ويشد مسامعي على الرغم أنني لم اكمل التاسعة من عمري وقد لا يعنين مايدور من أحاديث الكبار لكنني كنت اترقب حديثه وأتابعه بانسجام, بل كنت اشاركه عوالمه التي كان يبنيها على أفق الكلام .
    كانالرجل في عقده السابع وقد كساه الشيب حلة جميلة رغم ملامح وجهه القاسية وحدة عينيه الهرمة . على الرغم من تقدمه في السن كان مدخناَ نهم وصاحب نكتة حاضرة , يباغتك دائما بكلمة طريفة أو فكرة ظريفة ,حين يلتفت نحوي ويكلمني مداعبا كنت أتقبل مداعبته بمرح وسرور ضاحكا مع من حولي وكان يحلو له ان يشتمني لينال والدي من سلاطة لسانه الذي كان يضحك بدوره ويرد له ما اتاه لنفسه .
    لم يكن الرجل يحضى بحب وعطف الكثيرين من أققربائه وعموم الناس في القرية لأسباب محكومة بالعرف والتقليد وربما محكومة بالمجاملة والتزيف.
    كان أخاه الاصغر رجل دين صلب وصاحب سطوة , كان رجل سياسة في مقتبل عمره وقد تجاوز حدود المكان والزمان آنذاك لخوضه تجارب عزت على غيره من أبناء المنطقة وكان يمتلك مكتبة نادرة وقيمة في الوقت الذي لم يكن في القرية بضعة أشخاص يتقنون القراءة والكتابة .
    كان هذا الرجل يسيطر على الحياة العامة والسلوك العام في القرية لموقعه الديني أسوة بصورة رجل الدين في حياة البسطاء , كونه صاحب القرار في الحياة والمماة ,فشهادته واطلاق الرحمة على الميت من عنده وفرض الحد على بعض الناس من الأحياء كانت من عنده .
    كان الرجل قد بقي وحده بعد وفاة زوجته وكانت همته جيدة فهو لا يعمل ربما كان يأخذ مصروفه من اخاه وربما كان هناك مصدر آخر كان لديه بعض الأراضي قام ببيعها وعاش كما يريد .
    لكنه كان مشهورا بالقرية وعندما يريد أحد أن يصف الآخر بعدم الصدق فكان ينعته أبو فوّاز , اليوم وأنا أرجع جلسات أبو فوّاز أعطه صفة المبدع , فنان , كاتب دراما أو أية صفة أو لقب رفيع في عالم الدراما لما كان يتمتع به من قدرة على الحبكة الدرامية والتوصيف وتصوير الامكنة باجمل التفاصيل , كان يحب أن يزور والدي جدا لأنه يجد من يستمع أليه ويلامس كيانه المرهف.
    وكان يجد بعض الحضور أحيانا فيكون للحديث أكثر متعة في نفسه وكان يبدو أكثر تألقا وأكثر وقارا .
    كانت امسية من امسيات الصيف وتحديدا في موسم الحصاد حيث كان من المعتاد أن يأتوا الحصادين من القرى المجاورة ويتفقون مع بعض الملاك على حصاد أرضهم .
    لذلك صدف وجود أثنان من الحصادين عند والدي حين بدأ أبوفواز بسرد قصته مع جسر الحديد البالغ من الطول عشرة أمتار وبقطرين 30 سم لكل منهما حيث وجده وهو في طريقه إلى البرية والكائنة عند (بنات بعير) منطقة باتجاه بير الحصا الشرق من قرية الحقف حوالي مئة كيلو متر جنوب دمشق .
    كان قد بدأ الحديث ابوفواز وهو يسحب من سيكارته وفي الوقت نفسه يبلور أو يبني عناصر القصة استحضر فرس وركبها متجها شرقا وهكذا بدأ ابوفواز يستحضر عنصرا كلما تطلبت المرحلة ذلك . ينظر بوجه صاحبه وهو ينفث دخان سجائره وكأنه يتابع حديث كان قد بدأه. كنت اسير على منحدر وادي كلات متجها نحو الششمال حين لا ح لي من بعيد خطا مستقيما على (حبلة من الرجوم) خيل لي انها أفعى سوداء تحت أشعة الشمس .. لا ادري ما هو السبب الذي دفعني ان اغير طريقي وأسير باتجاه ذلك الشيء المثير رأيته عن مسافة تفوق الكيلو متر , بقيت اقترب منه وحجمه يزداد إلى أن وصلت قربه وإذا أنا أمام جسر حديد على سلسلة من التخوم الحجرية يزيد طوله عن العشرة أمتار ... ياقد....... هنا يصمت أبو فواز بعد أن يكون قد مر بسجارته اللف على شفتيه مكملا لفها ويباطىء بإشعالها بينما نحن ننتظر ماذا سيفعل بهذا الجسر العملاق .
    يسحب من سيجارته نفسا عميقا وينفث دخانه بوجه من يجاوره .... قلت والله أجت الرزقة هذا الجسر يساوي المبلغ المرقوم لكن كيف لي أن أتصرف به .....يسحب سحبة عميقة وينفث هذه المرة بوجه الشاب الذي على يمينه , كنت قد سمعت ان بوعلي سليمان باللوى يبني مقعدا طوله عشر أمتار وهو يبحث بالسراج والفتيلة على جسر حديد بهذا الطول وكان مستعد أن يدفع به 30 راس غنم , جلست فوق الجسر وأشعلت سيجارتي وفجأة( فزيت متل المقروص ) لم أجد أنفسي إلا وأنا على صهوة الفرس ولكزتها باتجاه المفارد حيث لي صديق من البدو المقيمين في تلك الأرض اسمه محمد الوحش وكان لديه عدد من الجمال , وصلت اليه وكان لديه بيتان من الشعر بالقرب من بعض الكهوف التي كان يستخدمها لإيواء الماشية في الشتاء, حين رآني صاحب البيت نهض مرحبا هلا ابو فوازهلا بالأخو تفضل , قلت له ليس لدي وقت أريد منك جملان ذكور بنفس المقاس ونفس الطول وأريدهم مكربين بالشواغر وتزيد من الخيش تحت الشواغر لأن الحمل ثقيل تردد ال البدوي ,(أنْ المعزب قلت له بلا ونونة) قلت له أعيدهم لك بعد غد وخلفهم خمسة رؤوس غنم حلال زلال. قال ابشر وانمالقيت طلبك ادورلك .
    (والله انتظرت حوالي ساعة وتروقت عن الجماعة )بينما حضّروا لي الجملين وكانا متقاربان وأخذت الجمال واتجهت باتجاه الجسر كان علي السير حوالي الساعتين وصلت وأعقلت الجمال ثم أتيت ألى مكان الجسر وكان يمتد من الجنوب للشمال وكان علي أن افرغ الحجار من سلسلة الرجوم بمقياس دقيق كي استطيع أن احقق هدفي .
    كان الضيوف قد أصبحوا ينظرون نظرات استفهام باتجاه والدي وفي وحوه بعضهم بين المتعجب والمستغرب .
    تابع أبو فواز............وقفت عند اول الجسر وخطوت ثلاث خطوات ونصف ثم وضعت علامة ومن ثم ذهبت إلى الطرف الآخر من الجسر وفعلت الشيء نفسه وبدأت افرغ الحجارة من الوسط وعملت حوالي أربع ساعات جعلت تحت الجسر فارغا على ارتفاع حوالي متر ونصف وبعدها أتيت بأول جمل أنخته في المكان الذي يقدر بثلث الجسر حيث قمت بافراغه وعقلته من قوائمه الأمامية وبدأت بضربه على مؤخرته لكي أجبره ان يقحر على الأرض ألى أن اصبح تحت الجسر فككت عقاله وفعلت الشيء نفسه مع رفيقه إلى أن أصبحا الجملان في موقع متوازن وكان بين الجملين مسافة ثلاثة أمتار ويزيد حوالي 3 امتار من كل جهة , هنا صاح الشاب بنشوة, لكن الجسر عشرة امتار اين المتر العاشر ؟و نظر اليه أبوفواز مبتسما وقال له (عمي بدك فت خبز كثير بعد) الا تعطي نصف متر لظهر كل جمل هكذا يكون القياس صح وهذا شيء مدروس لتوزيع الحمل على الجملان بالتساوي وألا سيبرك أحدهم , سكت الشاب وسط ابتسامة خبيثة من رفيقه وضحكة عالية من والدي ومنا وقال الشاب أنا آسف تفضل .
    أبو فواز يعرف ماذا يقول وليس لديه حرج فهو قادر على حل أكبر المعضلات لكنه أراد أن يلقن الفتى درسا توقف قليلا منشغلا بتوليف التبغ الذي في العلبة ليبدأ بلف سيجارة جديدة , وكان رفيق الشاب وهو رجل أربعيني قد أدرك الموقف وقال له لاتهون عمي أبوفّوازتفضل , نظر أبو فواز نحو الشاب مبتسما وقال . . المشكلة هنا إذا نهض جمل قبل الآخر سيكون شغلي كله عبث وربما يقتلا الجملان هنا أتيت بقضيبيْ خيزران وهويت بهما معا على صفحتي الجملان صارخا بأعلى صوتي يالله وكانت المعجزة أن الجملين نهضا معا وانتصبا واقفين فحمدت الله وسقتهما باتجاه اللجى , الغريب أن الشاب لم يسأل من أين جاء بقضيبي خيزران مع العلم أن الأمر مستغرب بالعادة يكون قضيب خيزران واحد مع الشخص الواحد , يتابع فوصلت عند الفجر (وجه الضو) وكان التعب قد ظهر على الجمال تركتهما في الساحة ودخلت دار بوعلي وصحت أبوعلي وإذ بوعلي يخرج من المضافة خير مين هذا قلت له الجسر برا لم يصدق أبو علي ما سمع وقال كيف ؟ قلت له تفضل وشاهد بنفسك, هنا كان الشاب الخبيث قد وجد فرصته الأخيرة وقال وهو ينظر لوالدي قائلا والله ياعمي هون المشكلة كيف هلق بدك تنزل الجسر ؟ أجابه والدي ضاحكا شغلتها سهلة عند ابوفوّاز , نظر أبوفواز نظرة هازئة نحو الشاب وقال له من حفر الصخر تحته سيصعب عليه أن يجد حلا لتنزيله ؟.
    تابع أبو فواز طلبت من أبو علي دعامتان من الخشب المتين بطول مترين للواحدة بحيث أقوم بإناخة الجملين ووضع خشبة على رأسي الجسر بذلك نعيد نفس العملية في التحميل , هنا كان الشاب قرر أن ينتقم لنفسه ولا يدع لابوفواز مفر هذه المرة فقرر أن يحيك عليه خدعته فساله عمي أبو فواز كم وزن هذا الجسر بتقديرك ؟ مط أبو فواز شفتيه وأجاب على الفور ليس اقل من نصف طن أو ستمئة كيلو غرام , قال الشاب وهل يمكن أن يحملا قطعتان من الخشب هذا الوزن؟ وهنا الشاب شعر بالنصر والفوز على أبو فواز أن هذه واحدة عندك ياعم , لكن أبو فواز دون اكتراث وكأنه في سياق الحديث واصل , أنت ياعمي (بتقطف الكباي من راس الماعون) , أني لما قلت لابوعلي يجبلي كم قطع من الدعائم كنت أفكر في هذا الأمر وأحسب كم دعامة علي ان أضع تحت الجسر والمشكلة أن أبو علي لم يجد لي ولا قطعة مما طلبت . هنا قرر أبو فواز أن ينسف تصورات الشاب من جذورها ويغير قواعد اللعبة كان ينظر أليه وفي عينيه صولة كمن يقول (الله يضيق عالي ضيق ) لكنه وبسحبة من لفافته قد وجد أكثر مما وجده نيوتن في سقوط التفاحة وجد حلا لا يمكن لأبن أنثى أن يشكك في صحة نظريته , ابتسم أبو فواز وقال ادرت بوجه وأنا أكلم أبوعلي وسألته ماهذا المدخل قال هذا المدخل باتجاه البوايك ودور التبن وكان مدخلا رومانيا بعرض أربعة أمتار حيث يرتفع عن كل جانب جدار لا يقل عن المترين ونصف , هنا قلت لأبوعلي جاء الفرج يابوعلي ساعدني لندخل الجمال في هذا المدخل وقدنا الجما أنا وأبوعلي بحيث دخلو بصعوبة وكان كل جمل يمسح بالجدار إلى أن أدخلنا الجملان وأصبح الجسر يرتفع فوق التريزين بحوالي شبرين عن كل واحد بينما الطريق نحو الداخل يدبأ بالإنحدار حيث يسمح للجس أن يلامس هذه الجدران وينفصل بشكل طبيعي , صعدت إلى أعلى الجدار وفككت رباط الجسر عن الجمل وكذا فعلت مع الآخر وقلت لأبو علي سر بهم قليلا إلى الأمام يا أبو علي ,ما أن تقدما الجملان بضعة خطوات حتى وجدنا الجسر معلق على الجدران المتقابلة وهكذا سحبت الجمال وجلست في المضافة عند ابو علي مطالبا بثمن الجسر ضحك أبو علي وقال طلبك أجاك هذه الأغنام في الزريبة وهي لك , قال الشاب مستسلما لنهاية أبو فواز ومشاكسا في الوقت نفسه( هلق المشكلة صار عندك شلية غنم كيف بدك ترجع على البرية) , هنا قرر أبو فواز أن يسحقه بالضربة القاضية .
    قال ابو فواز وضع أبو علي االزاد وبدأنا بالفطار وإذ بأحد ينادي في الخارج تاجر استقبله ابو علي وعزمه عل الزاد وتناول معنا االفطار وهو من ادمشق , بعد انتهائنا من الطعام قال لي أبو عالي أنه الأخ أبو نصوح تاجر مواشي من دمشق سألته كم تساوي الشاة هذه الأيام قال لي شراء ّ م بيع , قلت له شرَاء قال بنصف ليرة قلت له وأنا بعتك , قال أنت قلت لي أنك شرّاء قلت له أنتم الشوام لا أحد يقدر عليكم أنا عندي تحت 25 راس غنم وبعد أخذ ورد اتفقنا على عشرين ليرة عدلي ياهن التاجر وأخذت خمس روس وشرقّت للبدوي ونهض أبو فواز وقال يالله تصبحوا على خير الجسر بعدو لليوم بمقعد بوعلي سلمان بقرية .......... باللوىالجسر المتين  Progetto1

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 5:31 am